تذبذب الأسواق العالمية- لقاح كوفيد والتحفيز يوازنان مخاوف الإصابات والبطالة

شهدت مؤشرات الأسهم العالمية تباينًا ملحوظًا في مستهل تعاملات الأمس، حيث تداخلت العوامل الإيجابية والسلبية لتشكل المشهد العام. فمن جهة، تزايدت التطلعات نحو انتعاش اقتصادي سريع بفضل التطورات الواعدة في مجال لقاحات كوفيد - 19، بالإضافة إلى حزم التحفيز الاقتصادي المرتقبة. ومن جهة أخرى، تصاعدت المخاوف حيال الارتفاع المتزايد في أعداد المصابين بفيروس كورونا وتفاقم مشكلة البطالة، مما ألقى بظلال من الشك على التوقعات المتفائلة.
في هذا السياق، استقر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عند مستوى 3668.28 نقطة، منخفضًا بشكل طفيف بمقدار 0.73 نقطة فقط. في المقابل، حقق مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعًا ملحوظًا بلغ 37.04 نقطة، أي ما يعادل 0.12 في المائة، ليصل إلى 29920.83 نقطة، مدعومًا بقفزة كبيرة في سهم شركة بوينج بلغت نحو 3 في المائة. كما ارتفع مؤشر ناسداك المجمع بمقدار 19.89 نقطة، أو 0.16 في المائة، مسجلًا 12369.26 نقطة.
أما بالنسبة للأسواق الأوروبية، فقد أغلقت الأسهم دون تغيير يذكر، حيث توازنت المكاسب التي حققتها أسهم شركات المواد وشركة رولز-رويس مع البيانات الضعيفة لأنشطة الشركات في المنطقة والغموض الذي يحيط بإبرام اتفاق تجاري لبريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من ذلك، تمكن مؤشر فاينانشيال تايمز 100 في لندن من تعويض خسائره والوصول إلى ذروته في ستة أشهر، مرتفعًا بنسبة 0.4 في المائة، بفضل الأداء القوي لأسهم شركات التعدين الكبرى مثل ريو تينتو وجلينكور وأنجلو أمريكان، والتي استفادت من المستويات القياسية المرتفعة لأسعار خام الحديد وصعود النحاس. كما شهد سهم رولز-رويس قفزة كبيرة بلغت 16 في المائة، ليصبح بذلك الأفضل أداءً على المؤشر القيادي في لندن وعلى مؤشر ستوكس 600 الأوروبي، وذلك بعد انتشار تقارير تفيد بأن الشركة تدرس العودة إلى سوق الطائرات نحيفة البدن.
في المقابل، قاد مؤشر داكس الألماني موجة الخسائر في الأسواق الأوروبية، حيث انخفض بنسبة 0.5 في المائة، في حين فقد مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.2 في المائة. وعلى الرغم من الارتفاع الكبير الذي حققه مؤشر ستوكس 600 بنحو 45 في المائة منذ المستويات المتدنية التي سجلها في شهر آذار (مارس)، خاصة بعد موجة الصعود القوي خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، إلا أنه لا يزال منخفضًا بنسبة 10 في المائة عن أعلى مستوياته التي سجلها خلال العام الجاري.
وفي القارة الآسيوية، استقرت الأسهم اليابانية بالقرب من أعلى مستوى لها في 29 عامًا، مدعومة بالآمال المتزايدة في قرب توزيع لقاحات فيروس كورونا على نطاق واسع في الدول الكبرى، بالإضافة إلى التوقعات بمزيد من التحفيز الاقتصادي. وأنهى مؤشر نيكاي الجلسة على مكسب متواضع بلغ 0.03 في المائة، ليصل إلى 26809.37 نقطة، ليظل بذلك قريبًا من أعلى مستوياته منذ نيسان (أبريل) 1991. كما صعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة 0.07 في المائة، مسجلًا 1775.25 نقطة. وقد شهدت أسهم العقارات والقطاع الاستهلاكي المرتبط بالدورة الاقتصادية والشركات الصناعية والمالية ارتفاعًا ملحوظًا، مما يعكس تفاؤل المستثمرين بالقطاعات التي ستستفيد بشكل كبير من انتعاش النمو الاقتصادي.
وتجدر الإشارة إلى أن بريطانيا كانت قد أصبحت في الأمس القريب، أول دولة غربية توافق على استخدام لقاح مضاد لكوفيد - 19 طورته شركة فايزر، وأعلنت أنها ستبدأ حملة التحصين في أوائل العام المقبل، بينما تخطط السلطات الأمريكية لبدء التحصين بحلول منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر). بالإضافة إلى ذلك، تعهدت الحكومة اليابانية بتقديم المزيد من الإنفاق المالي، وتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بالتحرك السريع بشأن تدابير التحفيز.
وفي ختام التعاملات، تصدر سهم سكك حديد وسط اليابان قائمة الأسهم الرابحة بين الأسهم الـ 30 الأساسية على مؤشر توبكس، مرتفعًا بنسبة 2.55 في المائة، وتلاه سهم شركة ميتسوي آند كو الذي صعد بنسبة 2.13 في المائة. في المقابل، انخفض سهم هويا كورب بنسبة 4.26 في المائة، ليصبح بذلك الأسوأ أداءً بين الأسهم الـ 30 على مؤشر توبكس، وتلاه سهم داي-إيتشي سانكيو الذي خسر 3.89 في المائة.